موضوعات بحوث الدكتوراه
استكمالاً لما نشرنا سابقاً اختيار موضوع البحث
إن اختيار موضوع البحث لمرحلة الدكتوراه مسألة ربما تؤرق كثيرين ممن يرغبون في متابعة دراستهم الاكاديمية العليا والحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة، ومجرد التفكير في البدء بكتابة المقترح (كيفية كتابة مقترح البحث) تعد فكره مرعبه لدى البعض. لذا، فيما يلي سنتطرق إلى بعض المعلومات, وربما بيسير من التفصيل، آملا منا أن تكون مفيدة لكل من أرقته فكره اختيار موضوع البحث لمرحلة الدكتوراه ولا يعلم من أين أو كيف تكون البداية.
أولا وقبل كل شيء، لابد أن يتأكد الساعي لدراسة مرحلة الدكتوراه أن يكون موضوع بحثه مهما بدرجة كبيرة وكافية، بحيث يمكن إخراجه فيما لا يقل عن ثلاث ورقات بحث علمية، وأن الفكرة قابلة للتنفيذ في إطار زمني محدد, ربما لا يقل عن ثلاث سنوات ولا يزيد عن خمس، كحد اقصى.
على الاغلب, مواضيع بحوث الدكتوراه تأتي في ثلاث أشكال أو نكهات. وبالتأكيد، هناك غيرها، ولكن سنكتفي بسرد الأكثر شهرة فيما يلي:
الشكل الأول: استنساخ التجارب
هو ذاك الموضوع الذي يقترح أن استراتيجية محددة أو تقنية ما والتي استخدمت فعليا لحل مشكله محددة، لنسمها: المشكلة (س) يمكن أن تكون مفيدة أيضا لحل مشاكل أخرى لنسميها (ص وغ) شبيهة أو تربطها علاقة صلة بالمشكلة (س). وهنا يقوم الباحث بتصميم تجربة علمية ليبرهن فيها ادعائه بأن تلك الاستراتيجية المقترحة والقابلة لحل المشكلة (س)هي نفسها قادرة أيضا على حل المشكلتين (ص وغ) ومن ثم تصميم وإجراء تجارب وتنفذيها على المشكلتين (ص وغ), وربما مقارنة النتائج في المشكلات (س، ص وغ) على اعتبار انها يمكن حلها بنفس الاستراتيجية المقترحة.
مثال لتوضيح الشكل الأول: عدد من الدراسات اقترحت أن التعلم الالكتروني أسهم بشكل كبير في رفع مستوى التحصيل لدى الطلبة (المشكلة س)، قد يكون اقتراحك أن التعلم الالكتروني أيضا يمكن أن يساعد في رفع مستوى التفكير الابداعي لدى الطلبة (المشكلة ص) وأيضا يساعد في رفع مستوى استقلالية التوجيه لدى المتعلم (المشكلة غ)، وهنا سيقوم الباحث أو الباحثة بإجراء اختبارات متعددة لإثبات ادعائه وربما مقارنة النتائج، وقد يخرج كل اختبار مما سبق على شكل ورقة بحث واحدة أو أكثر، ومن ثم اخراجها في شكل أطروحة دكتوراه مترابطة.
الشكل الثاني: مقارنة التجارب
وهو اقتراح أن استراتيجية أو عدة استراتيجيات أو تقنيات مختلفة يمكن أن تعالج مشكلة قائمة (المشكلة س) أو مشكلات يوجد بينها رابط او روابط مشتركة (س، ص وغ). وهنا يتمحور دور الباحث في تصميم وتنفيذ عدة اختبارات, كل اختبار على حدة لأثبات أن تلك الاستراتيجيات أو التقنيات المقترحة فعلا تعالج المشكلة (س) أو المشكلات (س، ص وغ) مجتمعة. جزء من طريقة الأثبات هو القيام بأجراء مقارن لتلك الاستراتيجيات والخلوص بنتائج المقارنة لأثبات فرضية او فرضايات ووضعها في أطار منهجي علمي, تنشر في ورقات بحث علمية, او يمكن جمعها في أطروحة دكتوراه متسقه.
النكهة الثالثة: الدراسة الاستكشافية
هي تلك الموضوعات التي من خلالها يقوم الباحث بسبر اغوار مشكلة ما أو استكشاف ظاهرة جديدة (أو إعادة النظر في ظاهرة قديمة) وتفسيرها تفسيراً موضوعياُ, عقلياُ, نقدياُ أو حتى وصفياُ, وفق طرق واجراءات مبتكره أو مختلفة, بحيث يضع الباحث تلك الظاهرة في نهاية الامر في موقعها المناسب كلبنة في جدار البناء المعرفي. في هذا النوع من البحوث, يقوم طالب البحث عادة بتصميم وتنفيذ بحثه واضعا نصب عينيه استكشاف الظاهرة وتفسيرها تفسيرا منهجيا يخضع لأحد مناهج البحث المناسبة، ومن ثم كتابة أطروحته حول المبادئ الأساسية والاجراءات التي قام بها لاستكشاف الظاهرة وتفسيرها التفسير المقترح بناء على ما توصل إليه من نتائج.
أخيرا، بعد أن تطرقنا لاهم أشكال مواضيع بحوث الدكتوراه، بقي أن نقول:
- إن اختيار موضوع البحث هي مسؤولية يتحملها الطالب وحده، ولا مانع من أخذ التوجيه السليم من مشرف مختص أو من أصحاب خبرة بحثية.
- تذكر أنك ستعمل علي اطروحتك مدة قد لا تقل عن ثلاث سنوات، فمن الاحرى أن تكون لك علاقة مميزة, أو على اقل تقدير, علاقة جيده بموضوعك الذي سيقع عليه الاختيار لمرحلة الدكتوراه.
- يجدر بأن تكون متحمسا بما فيه الكفاية للبحث في ذلك الموضوع. بعبارة أخرى، تأكد أن يكون موضوعا شيقا بالنسبة لك وترى فيه نفعا علميا وعمليا لحياتك ومسيرتك الاكاديمية.
ننصحك بالاطلاع على:
-
كيفية كتابة خطة البحث + ١٤ نموذج باللغة الانجليزية
-
كيفية الاستعداد لاختبار الايلتس IELTS
-
دورة أونلاين: مقدمة في البحث النوعي
كتبه عمر ميان
حسابي على
مرشح الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات -جامعة موناش 2015
مركز التعلم الفعال
خدماتنا الأكاديمية