اختيار موضوع البحث العلمي
موضوع البحث العلمي الجيد يعتبر نقطة الانطلاق عند كل باحث ,وهي أهم خطوة في البحث فموضوع البحث يرشد القارئ إلى أن البحث يقع في مجال معين ويمكنني القول بأن موضوع البحث يؤدي وظيفة إعلامية مهمة وهي إبراز ما هو مجال البحث . أضيف على ذلك أن نقطة اختيار الموضوع بالنسبة للباحث المبتدئ هي الحد الفاصل لانطلاقته.
فيجب على كل باحث أن يحسن الاختيار في البداية ( من يحسن البداية أحسن النهاية) لأنه ربما قد يتشعب الطريق على الباحث فإن لم يحسن الاختيار في البداية ما استطاع الوصول إلى ما يرغب ويريد . وبالتالي حسن اختيار الباحث للموضوع هو النقطة الفارقة الأولى التي يجب على الباحث أن يحسن اختيارها حتى يصل إلى الموضوع المناسب والملائم لتحقيق أهدافه وتقديم موضوعاً جديداً ينفع به الناس .
فالشكل أدناه يوضح الاعتبارات النمطية في اختيار موضوع البحث بصفة عامة وسأتناولها بالتفصيل كما ذكرها سيد الهواري في كتابه دليل الباحثين (الطبعة الأولى , الرياض ,1433) ص 26,25
فقد ذكر الهواري إن أحسن موضوع تكتب فيه بحثك هو الموضوع الذي يجب أن يتوافر فيه ما يأتي :
- أن تشعر نحوه “بانفعال خاص “ نوع من الحب الزائد أو الاهتمام الزائد حتى يكون ذلك دافعاً لك على الاستمرار حتى في حالة مواجهة صعوبات أثناء البحث . وتتوصل إلى هذا “الانفعال ” بالقراءة الانتقادية والتفكير العميق وبالإصرار العلمي العنيد لمعرفة “حقيقة” الأشياء.
- أن يدور هذا ” الإنفعال الخاص ” حول ابراز شيء جديد لم يسبق الكتابة فيه , أو إلى تصحيح خطأ , أو الى اتمام شيء ناقص ,أو الى شرح شيء مبهم أو الى تجميع أشياء متفرقة أو الى ترتيب أشياء مختلطة .أو الى تقييم أو تفسير جديد , بالنسبة لبحوث الدكتوراه وما بعدها يتطلب الأمر إضافة شيء جديد للعلم – يمكن معرفة المزيد من خلال هذا الموضوع: الأصالة في البحث العلمي (Originality)
- أن يكون موضوع البحث ضيقاً ومحدداً , فالبحث هو أخذ نقطة من محيط والتعمق بها إلى القاع ومعنى هذا على الباحث أن يكتب في نقطة واحدة لا في عدة نقاط , فهناك فرق بين أن تكتب بحثاً وأن تكتب كتاباُ , فعنوان مثل ” التدريب” غير جائز لأنه واسع وغامض , وبعد قراءات مبدئية قد تخفض العنوان إلى “تدريب المديرين في مصر ” ثم إلى “تدريب المديرين في قطاع الصناعة في مصر ” ثم إلى “تدريب الإدارة الوسطى في قطاع الصناعات الهندسية” … وهكذا .وأضيف على ذلك لا يستطيع الباحث أصلا أن يضع خطه ولا يستطيع أن يلم بجميع جوانب موضوع البحث ما لم يحدد موضوع بحثه .
- أن يكون استكمال البحث ممكناً , ربما يضيق الباحث على نفسه في بحث وعندما يتجه إلى المصادر والمراجع لا يجد عنها ما يشفي الغليل فعلى الباحث أن يتأكد من البداية إن البدايات كافية والمراجع متاحة وقدرة الباحث شخصياً على البحث , وأن يحدد وجهته حتى يستطيع أن يتجه إلى الكتب والمصادر المتوفرة والمرتبطة ببحثه.
وأختصر ذلك بأن اختيار موضوع البحث تعتبر خطوة أساسية ومهمة فنجاح الباحث في اختيار موضوع البحث يعد النقطة الإيجابية الأولى في عملية البحث , فعلى الباحث ابتداءً أن يكون واعياً وأن يكون كثير الاطلاع فكثرة القراءة حتماً ستوصلك الى البحث الذي تريده في مجال تخصصك . والباحث الذكي هو الباحث الذي يجعل موضوع بحثه جاذباً للانتباه كما يجب على الباحث أن يجعل موضوع بحثه محدداً ودقيقاً وأن يكون عنوان بحثه مطابق لمحتواه وأن يكون وافر المصادر وأن يتسم هذا الموضع بالحداثة والابتكار .
وأخيراً أتمنى أن أكون وفقت في طرح المفيد , آمل منكم التواصل معي على حسابي في تويتر بإرسال ملاحظاتكم واقتراحاتكم
الكاتب : هجود الحارثي ,باحث دكتوراه في علوم الحاسب
حسابي في تويتر @hujudAlhwekeb
ننصحك بإكمال القراءة في مقال
إن هذه المقتطفات في ميدان التربية مهم لكل من يقوم بالبحث العلمي.
هذا الموضوع شيق
هذا الموضوع مهم للغاية لكل باحث
شكرا علي طرحك المفيد