هذه التدوينة لعرض وجهة نظر أخرى، تغاير ما تطرقت إليه الكاتبة في مقالها:
كيف تفشل في كتابة رسالة دكتوراه – ‘How not to write a PhD thesis’ مقال منشور في مجلة ‘Times Higher Education’ في 2010, للبرفسور ‘Tara Brabazon’ وترجم من قبل فريق العمل في مركز التعلم الفعال, وتحرير عزيزي وأخي عبدالرحمن البلادي.
ومنشور على مدونة التعلم الفعال بتاريخ 02/12/2014
رابط المقال المترجم:
كنت قد قرأت المقال بنسخته الإنجليزية في 2012 مع سيل من التعليقات بين مؤيد وناقد ومعارض.
وليس سرا, فقد شعرت حينها بالخوف والارتباك, خصوصا عند قراءة التعليقات آنذاك (مؤخرا, قامت
المجلة بحذف جميع التعليقات). رابط المقال على التايمز : رابط المقال في التايمز:
كمستجد في رحلة الدكتوراه في ذلك الوقت, إعتقدت حينها أن المحتوى في ذلك المقال بما يحتويه
من “رعب” و تعليمات صارمة تعبير عن وجهات نظر أغلب الممتحنين, مما أصابني بالهلع والتردد في
ما أنا مقبل عليه, كما هو الحال ربما مع الكثير ممن قرأ المقال الاصلي أو اكتفى بقراءة الترجمة على الاقل.
كنت قد إصطدمت بهذا المقال “العنيف” بعد مرور سنه تقريبا من بداية المشوار البحثي, فلا مجال
للتوقف أو الرجوع الى الوراء, والجميع يعلم أن السنة الأولى من “مغامرة” الدكتوراة تعد بمثابة المحك,
فإما المضي قدما وإما التوقف. ولكي إزيل ما اعتراني من وجل حول المصير الرهيب المتوقع لأطروحتي
(بحسب المقال) قررت اللجوء لذوي الخبرة في المجال الأكاديمي والتحقق من هذه المسأله.
هذا لا يعني أننا كطلبة دكتوراه لسنا بقدر تلك المسؤولية أو أننا دون بلوغ الهدف, ولكن لا يعرف مدى
صعوبة الرحلة إلا من غامرها وكابدها أو أحدٌ لامس أطرافها.
لذا قمت بارسال المقال لبعض الدكاترة المخضرمين من المشرفين وغيرهم من الزملاء المرشحين وسؤالهم عن حقيقة الأمر من واقع تجربتهم.
وبالفعل فقد توصلت إلى نتيجة مريحة وهي أن الأمر ليس بتلك القسوة والصرامة التي صورتها كاتبة المقال.
يقول أحد من كنت قد عرضت عليه المقال:
“Thanks for sharing this Omar. After reading the article plus the website comments I’m completely freaking out..,”
وعبرت أخرى وهي إحدى المشرفات في كلية تقنية المعلومات :
“An interesting read, and that comment stream – a case of it’s a newspaper article, not a Nobel Prize!”
مع عدم التقليل من أهمية المقال كقراءة جيده لمرشحي الدكتوراه والباحثين, إلا أنني أعتقد أنه لا يعبر
إلا عن وجهة نظر واحدة, من مصححة واحدة. قد لا تكون هي الفريده من نوعها, ولكن, أرى أنها وأمثالها
تقف في الطرف الآخر من الاعتدال في التصحيح, ان صح التعبير.
ولكي تعرف عزيزي القارئ كيف توصلت لتلك النتيجة, فكما دُعيت, أدعوك إلى الاطلاع على دراسة بعنوان:
“It’s a PhD, not a Nobel Prize: how experienced examiners assess research theses”
by GERRY MULLINS and MARGARET KILEY
الدراسة أعلاه إستطلعت وناقشت وجهات نظر عينة مكونه من 30 ممتحنا من ذوي الخبرة (أي أشرفوا على الأقل على خمس أطروحات دكتوراه في الخمس سنوات الماضية) في تخصصات مختلفة في خمس جامعات, وذلك من خلال مقابلتهم وسؤالهم عن عدة مجالات. من هذه المجالات:
- التعرف على المعايير المستخدمة من قبلهم كفاحصين لاطروحات الدكتوراه
- وما هي نقاط الارتكاز النقدي لديهم في عملية الفحص والتدقيق
- التعريف بمستويات الأداء المتوقعة من المرشحين للحصول على الدرجة العلمية
- بالاضافة إلى تصورات المصححين عن أسباب أختيارهم للعب دور المصحح كانت أيضا من الجوانب التي تطرقت اليها الدراسة. وبكلمات, قد يكون عنوان الدراسة وصفا جيد لنتائجها!
المغزى من هذا التعليق أحبتي, أن التهويل والتضخيم ولغة التخويف, في كثير من الاحيان, قد لا تأتي
بالنتيجة المرجوة, بل بالعكس, ربما قد ينعكس أثرها على نفسية الباحث بشكل واضح خصوصا من
يقوم بكتابة أطروحته بلغة ليست لغته الأم!
مرشح الدكتوراه لديه ما لديه, وعنده ما يكفيه من مسؤوليات, وهو في غنى عن أي مؤثرات قد ترفع
من معدل التوتر و الفزع لديه.
في الختام أود أن أهمس في أذنك أخي طالب العلم, تأكد أنه مع حرصك والتزامك بمتطلبات كتابة
الأطروحة المعقوله والدعاء و الصبر والتوكل على الله, ستبلغ مرادك وستتخطى كل العقبات, وستنال
الدرجة العلمية باذن الله تعالى. بإمكانك الرجوع إلى دليل مرشحي الدكتوراه في جامعتك لتتعرف
على ما يتوقعه منك المشرفين والممتحنين.
هنا رابط لقراءة مفيدة لما يتوقعه المصححون في أطروحة الدكتوراه ـ “What PhD thesis examiners expect” مقدم من جامعة موناش, والله أعلى وأعلم وفق الله الجميع!
الرابط :
كتبه/ عمر ميان
مرشح الدكتوراه في تقنية المعلومات,
الحوسبة والتعلم الالكتروني, جامعة موناش, أستراليا.
27/02/2014
حسابي في تويتر